فيروس الإنفلونزا:
أنواع، أنواع فرعية، وسلالات
هناك ثلاثة من أنواع فيروسات الإنفلونزا: أي، بي، وسي.
إنفلونزا نوع أي:
فيروسات الإنفلونزا نوع أي يمكنها أن تصيب البشر، الطيور، الخنازير، الخيول، الفقمة، الحيتان، وحيوانات أخرى، لكن الطيور البرّية هي المضيّفة الطبيعية لهذه الفيروسات. فيروسات إنفلونزا نوع أي منقسمة إلى أنواع فرعية مستندة على نوعي بروتين على سطح الفيروس. هذين البروتينين هما (بالإنجليزية: Hemagglutinin) (HA) و(بالإنجليزية: Neuraminidase) (NA). هناك 15 نوعا فرعيا مختلفة من HA و9 أنواع فرعية مختلفة من NA. هنالك العديد من التراكيب المختلفة من بروتين HA وبروتين NA. بشكل عام، فقط بعض الأنواع الفرعية من الإنفلونزا أي (مثل: إتش1إن1, إتش1إن2، وإتش3إن2) تنتشر بين البشر حاليا. الأنواع الفرعية الأخرى تجد عموما في الحيوانات. على سبيل المثال، إتش7إن7 وإتش3إن8 فيروسات تسبّب المرض في الخيول.
الأنواع الفرعية من فيروس إنفلونزا أي تسمّي طبقا لتركيبة البروتينات HA و NA على السطح. على سبيل المثال، فيروس إتش7إن2 وهو فيروس إنفلونزا أي يوجد على سطحه بروتين HA7 وبروتين NA2. بنفس الطريقة إتش5إن1 فيروس يوجد على سطحه بروتين HA5 وبروتين NA1.
إنفلونزا نوع بي:
فيروسات الإنفلونزا بي تجد عادة فقط في البشر. على خلاف فيروسات الإنفلونزا أي، هذه الفيروسات لم تصنّف طبقا للنوع الفرعي. بالرغم من أن فيروسات الإنفلونزا نوع بي يمكن أن تسبّب إصابات بشرية، إلا إنها لم تسبب أوبئة.
إنفلونزا نوع سي:
فيروسات إنفلونزا سي تسبّب مرضا معتدلا في البشر ولا تسبّب الأوبئة. هذه الفيروسات لم تصنّف طبقا للنوع الفرعي.
السلالات:
فيروسات الإنفلونزا بي وأنواع فرعية من فيروس الإنفلونزا أي يمكن تصنيفها إلى سلالات. هناك العديد من السلالات المختلف للأنواع الفرعية لفيروسات الإنفلونزا بي والإنفلونزا أي. السلالات الجديد لفيروسات الإنفلونزا تظهر وتستبدل السلالات الأقدم. تحدث هذه العملية خلال نوع من التغيير يدعى إنجراف. عندما تظهر سلالة جديد من فيروس الإنفلونزا البشري، فإن الأجسام المضادة التي قد تكون تطوّرت بعد العدوى أو التطعيم بسلالة أقدم ربما لا توفر حماية ضدّ السلالة الجديدة. وهكذا، لقاح الإنفلونزا يجدّد بشكل سنوي لمجاراة التغييرات في فيروسات الإنفلونزا.
فيروسات الإنفلونزا الإنسانية مقابل فيروسات الإنفلونزا الطيرية:
البشر يمكن أن يصابوا بأنواع الإنفلونزا أي، بي، وسي. على أية حال، الأنواع الفرعية الوحيدة لفيروس الإنفلونزا أي التي تصيب الناس عادة هي: "إنفلونزا أي-نوع فرعي" إتش1إن1, إتش1إن2، وإتش3إن2. بين عامي 1957م و1968م, فيروس إتش2إن2 أنتشر بين البشر، لكنه لم يظهر بعد ذلك.
فيروسات الإنفلونزا أي هي الوحيدة التي تصيب الطيور. الطيور البرّية هي المضيّف الطبيعي لكلّ الأنواع الفرعية من فيروس إنفلونزا أي. الطيور البرّية لا تمرض عندما تصاب بفيروس الإنفلونزا. بينما، الدواجن المحلية، مثل الديك الرومي والدجاج، يمكن أن تمرض وتموت بسبب الإنفلونزا الطيري، بعض الفيروسات الطيرية أيضا يمكن أن تسبّب المرض والموت في الطيور البرّية.
فيروسات الإنفلونزا الطيرية ذات المستوى المنخفض للتسبّب بالمرض مقابل الفيروسات ذات المستوى المرتفع للتسبّب بالمرض
إتش5 وإتش7 من الأنواع الفرعية من فيروسات الإنفلونزا أي الطيري، يمكن تصنيفها أمّا كإنفلونزا طيري بعدوى مرتفعة (إتش بي أي آي)Highly (بالإنجليزية: Pathogenic Avian Influenza) (HPAI) أو إنفلونزا طيري بعدوى منخفضة (إل بي أي آي)(بالإنجليزية: Low Pathogenic Avian Influenza) (LPAI). هذا التمايز يبنى على أساس الميزّات الوراثية للفيروس. إتش بي أي آي يرتبط عادة بالفناء العالي في الدواجن. ليس من المعروف ما هي العلاقة بين تصنيف قوة الإصابة بين العدوى المنخفضة والعدوى المرتفعة وبين خطر المرض على البشر. فيروسات إتش بي أي آي يمكن أن تقتل 90 إلى 100 % من الدجاج المصاب، بينما فيروسات إل بي أي آي تسبّب إصابات أقل أو حتى يمكن أن لا تسبب مرض للدجاج. ولكون فيروسات إل بي أي آي يمكن أن تتطوّر إلى فيروسات إتش بي أي آي، فإن حالات تفشّي أنواع إل بي أي آي من فيروسات إتش5 وإتش7 يجب أن تراقب بصرامة من قبل المسؤولين، وظهورها لا يعني عدم إمكانية التطور إلى وباء.
كيفية تغير فيروسات الإنفلونزا: الإنجراف والنقل
فيروسات إنفلونزا يمكن أن تتغيّر بطريقتين مختلفتين.
طريقة تدعى إنجراف الأنتيجين التي تحدث خلال تحولات بسيطة في الفيروس تحدث بشكل مستمر بمرور الوقت. ينتج انجراف الأنتيجين سلالات فيروس جديدة قد لا يتعرف عليها جسم مضاد المنتجة لمقاومة سلالات الإنفلونزا الأصلية. لتوضيح العملية: شخص أصيب بسلالة فيروس إنفلونزا معيّنة يطوّر جسم مضاد ضدّ ذلك الفيروس. عندما تظهر سلالات فيروس أحدث، الأجسام المضادة ضدّ السلالة الأصلية لن تتعرف على الفيروس الأحدث، وعليه العدوى بالسلالة الجديدة تصبح محتملة. هذه إحدى الأسباب الرئيسية لتفسير إصابة البشر بالإنفلونزا أكثر من مرة. في أكثر السنوات، واحد وإثنان من السلالات الثلاثة للفيروس في لقاح الإنفلونزا تجدّد لمجاراة التغييرات في فيروسات الإنفلونزا المنتشرة. لهذا السبب، الأشخاص الذين يريدون أن يحصّنوا ضدّ الإنفلونزا يجب أن يأخذوا تطعيم إنفلونزا كلّ سنة.
إنّ النوع الآخر للتغيير يدعى تغيير الأنتيجين. تغيير الأنتيجين هو تغيير كبير غير متوقع في فيروسات الإنفلونزا أي، ما يؤدي إلى فيروس إنفلونزا جديد يمكنه أن يصيب البشر وله بروتين (بالإنجليزية: hemagglutinin) أو تركيبة بروتين من (بالإنجليزية: hemagglutinin) و(بالإنجليزية: neuraminidase) لم تظهر لدى البشر منذ عدّة سنوات. يؤدّي تغيير الأنتيجين إلى نوع فرعي جديد من الإنفلونزا. إذا أصاب النوع الفرعي الجديد الإنسان، وإذا كان معظم البشر لا يملكون أو يملكون مناعة بسيطة ضدّ الفيروس الجديد، وإذا كان الفيروس ينشر بسهولة من شخص إلى أخر، نحصل على وباء عالمي.
فيروسات إنفلونزا تتحول بإنجراف الأنتيجين دائما، لكن التحول بتغير الأنتيجين نادرا ما يحدث. فيروسات الإنفلونزا نوع أي تستعمل كلتا الطريقتين؛ فيروسات الإنفلونزا نوع بي تتغيّر فقط بواسطة عملية انجراف أنتيجيني ة بصورة أكثر تدرّجا.