الدوسنتاريا من الأمراض المعروفة ، ولكن الكثيرين لا يعرفون أن طفيل "أنتاميبا هستوليتيكا" الذي يسبب هذا المرض قد يصل إلى الصدر ويؤدى إلى بعض المشاكل الصحية المختلفة. ويوجد هذا الطفيل فى جدار القولون فى الإنسان ، ويتغذى على البكتريا والخلايا التي تتساقط من جدار الأمعاء ... وقد تتحوصل الأنتاميبا فى أكياس منيعة تستقر فى جوف الأمعاء ، ولكن ليست لديها القدرة على إحداث المرض ، بينما يسبب الطفيل الذي يخرج من طور التكيس الأعراض المعروفة للدوسنتاريا ، وأبرزها آلام البطن والإسهال المصحوب بألم ووجود صديد ودم فى البراز ، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة ، كيف يحدث ذلك ؟ نظرا لتواجد الكبد أسفل التجويف الصدري مباشرة ولا يفصل بينه وبين الجهاز التنفسي إلا عضلة الحجاب الحاجز ، فنجد أن هذا الطفيل يستطيع بسهولة أن يصل إلى الصدر عن طريق اختراق هذه العضلة الرقيقة ، ويؤدى إلى التهاب الغشاء البلوري ثم يمتد إلى داخل تجويفه مسببا إنسكابا بللوريا أميبيا ، وعند وجود إلتصاقات بين الكبد والحجاب الحاجز والغشاء البللورى يصل الالتهاب الكبدي مباشرة إلى الرئة ويؤدى إلى إلتهاب أو خراج رئوى أميبى ، وهذه الاصابة الثانوية هى التى تحدث فى معظم الحالات ، غير أنه فى حالات قليلة ونادرة جداً تصل الأميبا إلى الرئة مباشرة عن طريق الدم ويحدث خراج رئوى أميبى أولى .
كيفية التشخيص : من خلال دراسة التاريخ المرضى للحالة نكتشف أن كثيرين من المرضى يعانون من التهابات قولونية أميبية أهمل علاجها ، أو لم يتم تشخيصها أو علاجها تحت إشراف طبي دقيق . يعانى المريض من أعراض تسممية عامة ، مثل ارتفاع شديد درجة الحرارة ، وهزال مع رعشة بالجسم ، وعرق غزير وفقدان الشهية . يشكو المريض من ألم بالجانب الأيمن من الصدر والبطن ، تزداد حدته مع السعال أو التنفس العميق أو عند الضغط على هذه الأماكن أثناء الفحص الطبي . أما إذا حدث انفجار لخراج الرئة الأميبى ، فإن المريض يشكو من سعال شديد مصحوبا بكميات متفاوتة من البلغم والبصاق المميز بلونه البنى الداكن ، وإذ فحصت عينة من هذا البصاق نجده يحتوى على طفيل الاميبا . الفحص بواسطة الأشعة فوق الصوتية والأشعة العادية تكشف العلامات المميزة لإصابة الكبد والرئة والتجويف البللورى .
الوقاية
من الخراج الرئوى الأميبى تتطلب النظافة التامة لكل ما يتناوله الإنسان من مأكولات طازجة خاصة الخضراوات التى يجب غسلها جيداً لأنها تحتوى فى معظم الحالات على طفيل الأميبا ... كما يجب التعامل الطبى الدقيق مع التهابات الأمعاء الأميبية .
العلاج
يتطلب الراحة التامة وعلاج الأعراض العامة مثل إرتفاع درجة الحرارة وتغذية المريض بالسوائل المناسبة طبياً . يعتبر عقار " الأميتين " واحدا من الأدوية الفعالة لعلاج هذه الإصابة وهو يعطى بالحقن أو عن طريق الفم ... كما يستخدم عقار " الميترونيدازول " بالإضافة إلى العديد من الأدوية الأخرى الفعالة ، ولكن العلاج لابد أن يحدد بواسطة الأطباء المتخصصين فى هذا المجال وتحت متابعة مستمرة ودقيقة ..... ويراعى إعطاء موسعات الشعب والمنفثات وملينات البلغم حسب حالة المريض ..... مع ضرورة علاج أى أمراض تؤثر على مقاومة الجسم مثل مرض السكر .